يقود ولي العهد حراكاً كبيراً لتطوير قطاع السياحة في السعودية وفق تغييرات نوعية وجوهرية. (تصوير: بندر الجلعود)
يقود ولي العهد حراكاً كبيراً لتطوير قطاع السياحة في السعودية وفق تغييرات نوعية وجوهرية. (تصوير: بندر الجلعود)




لحظة التحليق الحر بالمناطيد في العلا ضمن فعاليات شتاء طنطورة أخيراً.
لحظة التحليق الحر بالمناطيد في العلا ضمن فعاليات شتاء طنطورة أخيراً.




قرية رجال ألمع في عسير. (تصوير: أوس عسيري - السياحة في السعودية)
قرية رجال ألمع في عسير. (تصوير: أوس عسيري - السياحة في السعودية)




صورة لمطل من أعلى جبال فيفا. (تصوير: عبدالله الشثري - السياحة في السعودية)
صورة لمطل من أعلى جبال فيفا. (تصوير: عبدالله الشثري - السياحة في السعودية)
-A +A
«عكاظ» (الرياض) Okaz_online@
فيما عقد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية أمس الأول (الأربعاء)، ورشة عمل في حي الطريف بالدرعية التاريخية، حملت عنوان «حديث السياحة»، التي ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، شهد قطاع السياحي تغييرات عاصفة وجوهرية، فتحت نوافذ عشرات الفرص التي كانت مدفونة تحت رمال البيروقراطية. وتسعى الإصلاحات السعودية التي دخلت على قطاع السياحة والترفيه للوصول إلى إبقاء 50% مما ينفقه السعوديون في الخارج على الترفيه والسياحة عند حلول عام 2030. وتبدو الخطوات السعودية ثابتة وماضية لتنويع الخيارات السياحية للمستهدف المحلي والإقليمي والخارجي.

وينفق السعوديون سنوياً ما يزيد على 82.5 مليار ريال في الخارج بحثاً عن الترفيه والسياحة، في وقت بدأت المملكة العمل على مشاريع عملاقة سترى النور قريباً، كمشروع القدية والبحر الأحمر وآمالا. وبالنظر إلى جغرافية المملكة الغنية بالتضاريس المتنوعة والتاريخ الإنساني العتيق، فإن الفرص السياحية تبدو خيارات كثيرة، إذ تكتنز كل قرية ومدينة سعودية حدثاً أو معلماً تاريخياً عريقاً، كما ساهمت المدن السعودية في تشكيل الأدب والثقافة في الذاكرة العربية، التي وصلت يوماً إلى أقصى الأرض في الحضارات الإسلامية المتعاقبة. ويصف المتخصصون عدم استثمار المملكة في العقود الماضية في الآثار والتراث، التي ستعود بمردود إيجابي على قطاع السياحة، بـ«الذهب المفقود». وبأعلى من التوقعات، نجح السعوديون في تنظيم مناسبات ترفيهية جاذبة سياحياً في العام الماضي، وأضحت العلا بـ«شتاء طنطورة» وجهة مغرية للسياح المحليين والأجانب، فيما حقق نجاح المملكة باستضافة «فورملا إي» في ديسمبر من العام الماضي، الذي سيمتد إلى 10 أعوام، قفزات نوعية في طريق خلق الفرص السياحية في البلاد الغنية بتضاريسها وتراثها.


ومع زخم الفورملا إي، أزاحت الرياض الستار عن نظام إصدار التأشيرة إلكترونياً في دقائق معدودة، دون الحاجة إلى زيارة سفاراتها في الخارج للمشاركة أي فعالية عالمية في المملكة، بمدة إقامة تصل إلى 30 يوماً. وتعمل الهيئة العامة للسياحة على زيادة القرى التراثية المؤهلة بالمملكة من 10 إلى 24 قرية ضمن برنامج التحول الوطني. وافتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نهاية العام الماضي حي الطريف التاريخي في الدرعية، الذي يعود إلى أكثر من 300 عام، ومن المتوقع أن يكون وجهة سياحية مهمة للباحثين عن التراث الإنساني. ومع تكثيف الجهود الرسمية، نجحت المملكة في تسجيل واحة الأحساء على قائمة التراث العالمي في اليونسكو، لتنضم إلى مدائن صالح في العلا وحي الطريف في الدرعية وجدة التاريخية وموقعي جبة وراطا والمنجور (الشويمس) في منطقة حائل، ما يجعل المواقع الـ5 وجهة سياحية على خريطة الوجهات التراثية العالمية، ولا تزال مساعي تسجيل مواقع عدة في المملكة قائمة على قدم وساق.